قسوة وغرور
قسۏة عاشق
ينفجر في وجه امه الحنون
في حديقة القصر الكبير يجلس كبير العائلة مهران و هو رجل في بداية السبعينات من عمره بهيبته الطاغية و عيونه الحادة كعيون الصقر على الرغم من سنين عمره العديدة الظاهرة بتجاعيد وجهه المتغضن و شعره الرمادي يلبس بدلة انيقة و يتكئ بيده على عصا عاجية مطعمة بعروق من الذهب يزين رأسها جسم أسد يزمجر پغضب و يداه تدهس رأس لأفعى يلتف جسدها على طول العصا بحركة لولبية ما يجعلها تحفة للناظر و الى جانبه زوجته سعادات بوجهها الابيض المستدير و عيونها الزرقاء و ابتسامتها الدائمة
يقف رعد لحظات يزفر غضبه بخفوت قبل ان يستدير و يجيب تساؤل جدته بنصف ابتسامة أملا في تجنب نظرتها المتفحصةعندي اجتماع غدا مهم يا تيتة و لازم الحقه
مش قبل ما تفطر قالها الجد بحزم ليمنع حفيده من الاعتراض فلا احد يجرؤ على الاعتراض على قراراته الحاسمة و خاصة فيما يتعلق بجمع العائلة فمنذ أن انتقل بعائلته من الصعيد و بنى قصره الكبير ذو الاربع طوابق خصص الطابقين الاخيرين يحويان 6اجنحة لنوم العائلة وحدها كل جناح يتفرع الى جناحين صغيرين للنوم و 3 غرف نوم مزودة جميعها بمرافقها الخاصة و في الطابق الثاني خصصها لنوم الضيوف و صالة رياضية و مكتبة واسعة تحوي مئات الكتب
اما الحديقة فهي كجنة على الارض يشرف عليها 3 متخصصين يرأسهم رجل في نهاية الاربعينيات من عمره يدعى المهندس جمال رجل صامت صارم لا يتحدث الا مضطرا و لا يسمح لأحد في لمس الحديقة بلا أذن منه حتى المهندسين المختصين يأتمرون بأمره و يخشون غضبه و صمته و يتوسطها مسبح كبير بتصميم رائع من نتاج عمل عزت الابن الاكبر لمهران
رعد بفتور زي كل مرة
تأتي اليهم فكرت رئيسة الخدم و موضع ثقة عند الحجة سعادات تقول باحترام الفطار جاهز يا افندم و الكل موجود زي ما أمرت
يتجه الجميع الى غرفة الطعام حيث تحلق حول طاولة الطعام مستطيلة الشكل 18 مقعدا من خشب البلوط
يجلس مهران و يخاطب فكرت بوقار
لما يجي المحامي خليه يستناني في مكتبي
فكرت تحت امرك يا افندم
سعادات في حاجة يا مهران
قسۏة عاشق بتول احمد
الفصل الثاني
سعادات في حاجة يا مهران
مهران بعبث محاولا صرف انتباهها لكل شيء اوان يا سعادتي
فانتهره پغضب مزيف قائلة مهران ما تحاولش
فيقول الجد بهدوءعارفين ليه طلبت من عزت يصمم 6 اجنحة
تجيبه سندس بتسرع كعادتها و هي تعد على أصابعها كطفلة في الخامسة جناح ليك و لتيتة جناح لعمو عزت و عيلته جناح لبابا و لينا جناح لعمتو فردوس و انكل محمد لما يباتوا هنا جناح لانكل حكيم و يزن و جناح.....
تنظر اليه عاجزة عن معرفة الإجابة ليجيبها مهران بهدوء رغم غصة الحزن التي يحاول تناسيها لعمتك فرحة و عيلتها
دمعات حزن تسيل على وجنتي سعادات رغما عنها حزنا على ابنتها الصغرى التي افترقت عنها قبل 25 عاما لأسباب تجهلها
يندهش الأحفاد من دموع الجدة و مسحة الحزن و الڠضب الظاهر على وجوه الأبناء دموع الحزن الحبيسة في عيون فردوس
ينقل رعد نظره بين والده و اعمامه فيرى ڠضبا عارما لم يره يوما فيهم...
فيقول يزن متسائلا إزاي و انتو قايلين انها ماټت
مهران ما متتش إنما هربت ليه وازاي معرفش انا بلغت المحامي يوزع كل الورث قبل ما اموت على ولادي عشان اغمض عيني و انا مرتاح و..
تقاطعه شهقات نساء العائلة و تقول سعادات بلهفة بعد الشړ عليك يا رب يومي قبل ي....
يرفع يده مهران مقاطعا زوجته الحبيبة قائلا بحزم ده حق علينا كلنا و انا عايز اموت و انا مرتاح مش عايز اظلم حد ...
يتنهد بعمق قبل ان يردف بحزن و قد رأى الڠضب المسيطر على أبنائه مش عايز حد يقاطعني اسمعوني للاخر و بعدها