الأحد 24 نوفمبر 2024

تعويذة عشق

انت في الصفحة 3 من 34 صفحات

موقع أيام نيوز


تزداد انتصارا في الأتساع بين ثنايا روحها .. وهي تضعف اكثر !!! 
من أين علم ! وكيف اصلا !!
لم تدري .. ولم تشعر سوى أنها بقيت تحدق به مصډومة .. ليكمل هو 
حظك أنك وقعتي معايا فمتحاوليش تمثلي الاحترام ! 
هزت رأسها نافية بهيسترية 
لا .. ابعد عني ملكش دعوة ملعوون ابو الفقر ! 
ارادت الخروج ولكنه .. اكثر وهي تحاول الفرار .. 

ومن دون تردد كانت ټصفعه بكل ما تملك من شظايا قوة لتسرع بالفرار من بين قبضته !!!!!!!! 
فهمس هو يجز على أسنانه حتى اصدرت صوتا قويا
على اساس محترمة اوي !!! بس وحياة امي لاعرفك إن الله حق .. !
كان مهاب يحادث حمزة صديقه منذ الجامعة .. 
في الهاتف وهو يتجه بسيارته لمنزل سيلين ليأخذها تشاهد منزلهم المستقبلي كما تحايل عليه والده ... 
سمع صوت حمزة يقول 
ماتظلمهاش معاك يا مهاب أنت ملكش ف جو الستات ده اصلا خلاص ارفض 
للأسف شغلنا متوقف على الجوازة دي يا حمزة 
اللي يريحك يا مهاب .. بس رأي إنك على الاقل ماتظلمش البت 
هحاول يا حمزة المهم أنت خلص الشغل اللي ف امريكا ده وانجز كدة 
منا ناوي بأذن الله .. مصر وحشتني 
هأ مصر بردو .. يلا سلام يا حمزاوي 
ضحك بخشونة يرد 
سلام يا مهاب 
وصل مهاب امام باب منزل سيلين فترجل من سيارته متجها نحو الداخل .. ليجدها تهبط على درجات السلم بهدوء هدوء مشوه بالرفض الذي يتلألأ بين مجاحر عيناها !!! 
أشار لها دون كلمة نحو السيارة .. وغادروا سويا في طريقهم للقاهرة ... 
لم تتحدث ولو للحظة .. وكأنها تخشى مجرى الحديث الذي سينتهي بزمجرة تميت أمل جديد داخلها !
إلتفت لها يهمس بصوت ساخر 
إية مانطقتيش يعني تتحسدي ! 
لم تنظر له وخرجت حروفها مبهمة جامدة تماما كملامحها تلك التي كانت كالبحر المېت !! 
عادي .. زي ما تقول كدة حرمت ! 
تنحنح بشيئ من الذنب وهو يعاود النظر امامه ... 
وبعد وقت طويل كانوا يصلوا لمنزلهم المستقبلي في القاهرة .. 
هبطوا سويا نحو الشقة .. وما إن دلفوا حتى سمعت مهاب يقول بجدية جامدة 
اتفرجي إنت على الشقة عقبال ما اروح مشوار واجي 
صړخت فيه مصډومة 
نعم أنت هتسبني هنا !!!! 
اومأ مؤكدا يتابع متهكما 
اه يا طفلتي العزيزة قصدي يا زوجتي العزيزة ! 
لم يعطيها تلك الفرصة للأعتراض فكان يغلق الباب پعنف .. وبعدها سمعت صوت المفتاح فعلمت أنه اغلقه عليها !! 
سقطت على الأرض تبكي پعنف .. زهور حياتها تذبل مع الوقت حتى باتت مجرد صحراء قاحلة ... ! 
تذكرت كلمات والدتها قبل أن تأتي معه 
سيلين يا حبيبتي .. إنت عارفة إن محدش يقدر يعارض عمك للأسف ولا يقف في وشه وعارفه إن خالك لو لجئنا له مش هناخد الا الضغط الزايد .. حاولي تتأقلمي مع مهاب يا سولي مهاب واضح
من كلامه إنه من جواه مش وحش ! 
مر الوقت عليها وهي تنوح ظلمات قدرها !! 
تناجي الرحمة من الضغوطات النفسية التي ټقتحم حياتها من الان .. ! 
وفجأة قطعت الانوار .. وهي لديها فوبيا من الظلام 
نهضت مسرعة تصرخ بصوت عالي وقد ازداد نحيب بكاؤوها 
لاااا حد يلحقني والنبي انا بخاف 
ظلت تطرق الباب پعنف مكملة بصوت عالي جدا 
حد يفتح لي والنبي يااااااارب 
وفجأة إنفتح الباب ليدلف مهاب وهو يحاول ان يمسكها بهدوء 
هششش فضحتينا اهدي 
كانت تبكي وهي تردد بهيسترية من بين إنهيارها 
حرام عليك أنت بتعمل فيا كدة لية منك لله 
ظلت تضربه بقبضتها على صدره وهي تكمل بضعف 
انا بكرهك طلقني انا مش عايزاك .. ابعد عني 
لا والنبي ماتبعدش عني انا بخاف من الضلمة 
ظهرت ابتسامة طفيفة على التغييرات السريعة لتلك الطفلة التي تدعى زوجته !!!! 
. ! 
وعاد النور مرة اخرى نظر مهاب لتلك التي كانت مستكينة !! 
فابتعدت هي فجأة لتنهض وهي تشير له بأنفها الاحمر من كثرة البكاء 
لو سمحت رجعني بيتنا تاني ! 
حاول تهدأتها 
سيلين إنت .. 
ولكنها قاطعته بصلابة لا تليق بطفلة مثلها 
ارجووك.. رجعني بس بيتي تاني ومش عايزة اشوفك .. مش عايزاك اصلا !! 
شعر بغيظ كان كالسيلان يتفجر بين عروقه 
مش انا اللي عيلة على اخر الزمن تقولي مش عايزاك !! 
كانت حنين تركب السيارة لجوار شريف صديق حمزة الذي رأته عدة مرات مسبقا بالصدفة !! 
صامتة تماما تفكر في عواقب فعلتها بالركوب معه .. فقطع هو الصمت يسألها بمرح 
إية يا حنين مالك واكلة سد الحنك كدة لية 
حاولت الابتسام وهي تخبره بلطافة 
لا عادي بس كنت عايزة اشكرك على مجيك للعميد مخصوص 
هز رأسه نافيا وراح يخبرها بلكنة خاصة لم تلحظها 
لو اطول اعملك المستحيل هعمل يا حنين ! 
وهي كانت شبه منجذبة له .. لهيئته الرجولية ووسامته الملحوظة !! 
كان يتعدى جمال حمزة .. ولكن بالنسبة للناس ف حمزة يتعداه بمراحل ! 
وتقريبا كان هذا عائق بين شريف وبين ابن عمه حمزة رغم حبه الصادق له !!!! 
وصلا امام منزل حنين .. ففتحت حنين الباب وكادت تنزل وهي تهتف 
شكرا على كل حاجة يا شريف ! 
هز رأسه نافيا 
لا منا طالع معاك لوالدتك عاوزها في حاجة كدة 
اومأت متعجبة وبالفعل صعدوا سويا للأعلى .. طرقت حنين الباب ودلفت وهي تخبرها والدتها بصوت منخفض 
شريف ابن عم حمزة جاي وعاوزك معرفش لية ! 
اومأت وهي تنظر ل شريف مرحبة 
اهلا يا شريف اتفضل اتفضل 
دلف بابتسامة هادئة مرتسمة على ثغره الابيض .. جلسوا جميعهم بهدوء مترقبين لذاك الامر ... 
حتى قال شريف بجدية 
مدام كاميليا انا كنت عايز أطلب ايد الانسة حنين منك ! 
حدقت حنين فيه مصډومة !! 
كأن الامر ممثل لها كالفاجعة التي أسقطتها فجأة .. 
تماما كوالدتها التي قالت بابتسامة مضطربة 
أنت فاجئتنا يا شريف .. بس اللي فيه الخير يقدمه ربنا .. أنا حأقول ل حمزة ونشوف 
وجدته يهتف مسرعا كأن ثعبان لدغه 
لا .. حمزة لا !! 
نظر كلا منهما له دون تعبير جيد .. كرسمة مشاعر مختلطة ومشعثة !!! 
بينما سارع هو مبررا 
قصدي يعني حمزة مشغول جدا احنا هنقوله بس بعد موافقتك وموافقة صاحبة الشأن طبعا
صمت كاميليا حوالي دقيقتين لتخبره بعدها بتردد 
أنا مش معترضة طبعا يا شريف أنت انسان محترم وماشوفناش منك حاجة وحشة وكفاية إنك صاحب وقريب حمزة يعني !! 
ثم نظرت لحنين وكأنها تسألها وبحكم العادة في اي امر كادت حنين تتطق 
زي ما حمزة عايز 
ولكن اصطدمت جملتها الداخلية بتذكرها لصډمتها في حمزة في الصباح عندما اخبرها 
انا مش فاضي للدلع ده !! 
وكان انجذابها وانبهارها بشخصية شريف ووسامته ك سهما اخر صوب لصالحه .. 
فقالت بنبرة حاسمة 
زي ما تشوفي يا ماما .. انا موافقة !
الفصل الثالث 
بعد مرور أسبوع ...
دلف حمزة إلى غرفته بالفندق الذي يقيم فيه خلع الچاكيت ليرميه على الأريكة وما إن رفع ناظريه عن الأرض حتى وجد شذى تضع قدم فوق الاخرى وتجلس على الفراش مبتسمة بتلك الطريقة التي يود محوها للأبد !!! 
فتح أزرار قميصه العلوي وهو يسألها بحدة 
إنت بتعملي إية هنا يا شذى كان
المفروض تبقي ف اوضتك دلوقتي ! 
مالك يا حمزة شكلك متضايق .. ممكن نسترخي مع بعض ! 
هز رأسه نافيا بصلابة وهو يبعدها عنه .. هو يدرك أين راحته .. أين سكونه ورواقه .. واسفا هو يدرك ايضا أنه لن يناله !!! 
راحته معها .. .. في بث تراتيل عشقها الغائبة عن عالمه ... 
ولكنها كانت ك اشياء نبتعد عنها في النور ونبكيها ليلا بين الظلام !! 
اولاها ظهره وهو يخبرها بصوت أجش حاد 
يستحسن تمشي لإني مش طايقك هه 
رغم تلك الإهانة التي لصقت بها وسط كلامه قالت بقلة حيلة مصطنعة 
صدقني يا حمزة أنا بحبك مش قادرة انساك !! 
لأ إنت مضطرة تنسي لإن في مصر مش حتكوني السكرتيرة بتاعتي واحنا نازلين مصر قريب اصلا 
شعرت أنها تلقت صڤعة قاسېة أحكمت كل خيطا خبيثا كاد يلف حول جوارح تثور بالإبتعاد عن تلك المعشوقة !! 
فانتفضت وهي تهتف في حنق 
هو احنا لحقنا ده أنت من الفندق للشغل ومن الشغل للفندق !! 
أشار لها بأصبعه ينبهها لتلك الخطوط التي مرت عليها كضبابيات شفافة بينما هي حدودا لمملكة توجت ملكتها وانتهى الامر !!! 
أنا مش جاي ألعب يا شذى أنا اساسا جاي عشان اشتغل 
نهضت خلفه تحاول تخطي المحظورات وهي تضع يدها على ظهره بنعومة 
أنا كان قصدي إنك لازم تاخد ريست شوية مش اكتر ! 
إنتفض مسرعا يبتعد عنها مشيرا للخارج وهو يأمرها 
اطلعي برة يا شذى ملكيش فيه حتى لو ولعت ف نفسي ! 
مطت شفتيها بقلة حيلة مغتاظة 
اللي يريحك 
ثم استدارت بالفعل تغادر بهدوء تام .. هدوء يليق بثعبان لا تشعر به إلا بعدما تلدغ منه وبقوة !!!! 
بينما أخرج حمزة صورة حنين من جيب بنطاله .. يتحسسها بشوق دفين وهو يهمس 
راحتي معاك إنت .. راحتي ف ولادي منك راحتي ف حبك إنت راحتي أنا عمري ما هطولها !! أنا تعبت .. 
في نفس اللحظات رن هاتفه معلنا إتصال من كاميليا .. للمرة التي لا يعلم عددها .. وللحق تلك المرات الاولى التي لا يحادثهم ولو مرة خلال ذلك الاسبوع !! 
نظر للهاتف مدة دقيقتان ثم أغلق الإتصال مرسلا برسالة نصية يخبرها أنه مشغول ..
هو يريد هدنة نفسية .. هدنة يهدئ فيها حصار لدقات غرامية ذات شحنة ضعيفة .. ضعيفة جدا !!
وقفت لارا امام الطبيب تحدق فيه مصډومة .. 
لم إنحسرت زاوية الألم لتلك الدرجة ! 
لم تطبق الظروف على فتات روحها المتبقية للعيش بسلام !! 
جاذبية قدرها تعاكس قدرتها على الصمود.. واسفا هي ضعيفة .. ضعيفة كقطعة خشب ستطفو على الفور دون صمود إرتكاز ولو قليل !!!! 
رنت جملة الطبيب بأذنيها 
والدتك دخلت ف غيبوبة .. كل ما بنتأخر حالتها هتسوء اكتر انا اسف إني بقولك كدة بس واجب اعرفك خطۏرة الوضع ! 
أي واجب هذا يقضي على بقايا كيان إنسان .. إنسان هامد من ضربات ذاك الزمن ! 
أين أهلها .. لا يرغوبنها منذ ۏفاة والدها ! 
وهي لا تعلم من هو يملك المال سواه !!! 
هو اسر 
وربما ستضطر للأسر معه في دائرة لن تنتهي من المتاهات ... 
وجدت قدماها تسحبانها نحو تلك الشركة ومن دون أن تخبر السكرتارية كانت تدلف للداخل ... 
وجدته منهمك في عمله .. وهي تماما مثله منهمكه في محاولة كتمان تلك الإرتعاشة المېتة !!! 
رفع ناظريه لها يسألها بجدية 
إنت ډخلتي كدة على طول ازاي وعايزة اية اصلا انا ماطلبتش حاجة ! 
ربما حالها الميؤس هو من نطق 
عايزة فلوس ... منك !! 
كان يحدق فيها ببلاهه لثوان !! 
أي ثقة هذه تحاول رسمها وهي تكمل 
وأنت هتديهالي 
كادت تنفلت منه ضحكة ساخرة على ثقة تتبختر بين حروفها الواهية .. 
سألها بخشونة 
إية الثقة دي

! وبعدين عايزاها لية ! 
وجد جسدها يرتعش اكثر !! 
بل دوامة من التشنجات كادت تصيبها وهي تحاول الصمود .. 
نهض مسرعا وهو يشير لها مهدئا 
هششش اهدي اهدي في إية ! 
قالت دون أن تنظر له
 

انت في الصفحة 3 من 34 صفحات