ساكن الضريح
توافقها الكلام ليضحكو سويا قبل أن تتركها و ترحل.
الساعة الان الثالثة عصرا كانت شبه غافيه تتوسط الفراش لتشعر به و تفتح عيناها لتراه يجلس بجانبها يتأكد من تلك الكالونه المغروزه في وريدها و يعطيها بها بعض الدواء.
شذي وقد المها الدواء كفايه بقى شيل الحقنه دي ايدي وجعتني.
مالك بأرهاق
خليها لحد ما تخلصي الحقن ولا عايزه تحسي بشكتها كل شويه.
مالك هو انت تعبان اوعي تكون اتعديت مني.
مالك وهو يميل رأسه على الوساده يتمدد بجانبها
لاء ماتخفيش انا عملت حسابي و اخدت علاج بس انا مانمتش من امبارح وهاموت و انام ساعه.
طب هو انت اكلت اصلا حاجه و لا هتنام من غير اكل.
مالك بنوم
اما اصحى ابقى ااكل يلا نامي انتي كمان عشان ترتاحي.
شذي مندهشة من تمدده بجانبها
مالك وقد جن جنونه منها وعلا صوته
اومال هنام في الشارع بره الجو برد و مافيش غير السرير ده في الشقه كلها.
اكيد يعني مش هنام على الأرض و انا تعبان ممكن تناميييي بقى.
شذي وهي تبتعد عنه معطياه ظهرها پخوف
حاضر و انا قولت حاجه.
اما في حي الحسين كانو الزوجين يجلسون و كل منهم تبدو على ملامح وجهه كم هائل من من الاسئله لتبدء الزوجه والسيده الأولى في هذا المنزل بسؤالها لكن بطريقة محتدة.
الشيخ حسان ساخرا
عروسته ! جري ايه يا حجه انتي هاتكذبي الكذبه و تصدقيها كمان
مانتي اللي خططتي لكل حاجه عشان الجواز دي تحصل
و مش بعيد تكوني متفقة مع اختك و بنتها لأجل ما تدبسو ابني فيها.
غريبة يعني أنك جاي تقول الكلام ده دلوقتي مانت كنت راضي و قعدت مع ابنك و هو بيكتب الكتاب غيرت رأيك ليه يا شيخنا.
الشيخ حسان بلوم
كنتي عايزانى اجي على ابني انا كمان و افضحه زي ما انتي كنتي هاتعملي.
فشړ انا برضو اتسبب في
ڤضيحة لابني بالعكس بقى يا شيخ حسان انا دورت له على سعادته وحطتها بين ايديه.
و هو كل اللي بيتجوز بيبعد عن دينه! يا اخويا هدى أعصابك كده وصلي على النبي عليه افضل الصلاة والسلام دا اللي يسمعك كده يقول انك غيران على الواد من مراته.
الشيخ حسان مستعدا للرحيل بوجه تكسوه القسۏة
الجوازه دي لا تمت و لا هتم.
الحجة مجيدة بضحك
ههههههه لأ اتطمن يا شيخنا الجوازه تمت و العيال راحو شقتهم عشان يتهنو يومين مع بعض لوحدهم من غير ما حد يضايقهم...
ابنك بنفسه هو اللي قال كده
الشيخ حسان مؤكدا عليها
ليتركها وسط حيرتها تنظر إلى طيفه و يذهب.
لتحدث الحجة مجيدة نفسها
انت ماتقولش حاجه الا و بتطلع صح يا حسان بس لاء المرة دي ربنا هيخلف ظنك بأذنه هو الواحد الأحد.
و انا هاقعد أهري و انكت في نفسي كده لاء انا هاتصل عليه عشان اعرف راسي من رجليا اقله اطمن اختي الغلبانة على بنتها هو فين المحمول بتاعي ده كمان.
ما أحلى النعاس و بين يديه حورية من حور الجنه.
ما أحلى النوم و هي تلتحم به بكل ارادتها و كأنها تتشبث به و تحتمي فيه.
لكن ما هذا الرنين المزعج الذي بدء يعلو داخل اذنيهم ليوقظهم سويا و تتشابك
لم ينتبهو الي ذلك الصوت ولم يحلو وثاق بعضهم مازلت هي نائمة على ذراعه و يده تعبث في خصالها والأخرى تمتلك خصرها.
اما يديها كانت ملتفه حول عنقه بحب و لا تريد تركه.
شذي بهدوء
مالك..
مالك مسحور بجمالها
نعم عايزة حاجة.
شذي بخجل
موبايلك بيرن سيبني و رد عليه.
مالك و هو يغمر وجهه في ثنايا عنقها
لاء مش مهم انا مش عايز حاجه تزعجني و تخليني اقوم دلوقتي.
لاء سيبني بقى وشوف مين احسن تكون ماما.
مالك بضحك
على فكره بقى انتي اللي مسكاني و حضناني كمان.
شذي وقد حاولت حل وثاق يدها من عليه
اااانا اسفه مأخدتش بالي.
وضع ده على كفيها من الخلف قاصدا عدم افلاتهم.
خليكي كده يا شذى انا حابب قربنا ده من بعض.
شذي و هي تلومه على كلماته اللازعه لها
عايز تقرب مني ليه اذا كنت ناوي تسيبني.
مالك و هو ينتبه لما تقوله
انا من ناحيتي مش هاسيبك الا لو انتي طلبتي مني ده لكن طول مانتي ماطلبتيهاش يبقى اتأكدي اني مش هعمل كده.
بالعكس انا مش هاكون اب ليكي بس دانا هاكون زوج و حبيب عشاق للون عنيكي اللي بيسحرني ده.
شذي بحب و همس مقابل لكلامته
عايزة يا مالك.
مالك وهو
على صدره.
عندي شرط واحد بس عشان نبدأ حياتنا على نور.
بوجه عابث نظرت اليه دون أن تتحدث!
تحكيلي كل حاجه حصلتلك يا شذى.
شذي و قد ابتعدت عنه فجأه و اعتدلت في جلستها.
انا حكيت ليك كل حاجه ليه مش عايز تصدقني.
مالك و قد أرتفع بجزعه العلوي ممسكا بعضضها و مجتذبها اليه مره اخرى ليغلق على جسدها و يحتويها بيديه.
حكتيلي اه و مصدقك في كل كلمه قولتيها بس انتي ماقولتيش الحقيقة كامله في حاجات لسه مدرياها عني والسخونية اللي جاتلك خلتك تقولي كلام منها و انتي مش حاسة.
كدب كدب ماحصلش انا ماقولتش حاجه.
كانت تصرخ بتلك الكلمات و هي تهرب من بين يديه و تجري خارج الغرفة.
غير مهتمه بوهنها وخطواتها المتعثرة.
لتثبت له بما تفعله بأنها تخفي عنه سرا لربما تكون نتائجه فاظه لا يريد حتى أن يتخيله والا ستكون العواقب وخيمة.
نهض من علي الفراش بتروي واستعد ليلحق بها محاولا تهدئة نفسه و عدم افلات اعصابه حتى لا يخيفها.
لكنه توقف قبل أن يخطو خارج الغرفة عندما اصدح رنين هاتفه مره اخرى ليعود اليه و يرى هاوية المتصل و يفتحه ليجيب.
السلام عليكم يا أمي.
الحجة مجيدة و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته جري اي واد يا دكتور بقالي ساعة عمالة ارن عليك وانت مابتردش عليا نموسيتك بمبي يا... امك.
التوي ثغره بعلامة الصخب إلا انه فضل ان لا يصفح لها بشئ فقرر البحث عن تلك الباكية وهو يتحدث عبر الهاتف ليطمئنها انه لا ينتوي الشړ لها.
كنا نايمين يا أمي والموبايل كان بعيد عني ماسمعتوش.
نوم العوافي يا قلب امك طب ما تطمني و تريح قلبي عليك و على البت بقى يا مالك قولي خلاص ولا لسه.
مالك ناظرا في عيون شذي التي كانت تسكب سيلا وفير من الدموع.
خلاص يا أمي اطمني شذي كويسة و زي الفل.
الحاجة مجيدة بفرحة كبيرة
يا الف نهار ابيض الف مبروك يا حبيب قلب امك شوفت بقى امك مش هتختار ليك اي حد ازاي اومال ايه دي بنت خالتك مش جمال و بس لاء و أدب و تربية انا نظرتي فيها ماخيبتش ابدا.
فتح صوت المكالمه لتستمع معه إلى حديث والدتها الذي عوضا عن ان يفرحها و يبدل حالتها من الحزن الي الفرح اسأها اكثر!!
و كأنه يفتح لها چرح ملتئم منذ فترة لتزيد من شهقاتها و يبتعد هو عنها كاتما الصوت حتى لا يصل إلى والدته.
مالك منهيا الحديث
الله يبارك فيكي يا أمي ممكن بقى تقفلي قولتلك مش عايزين ازعاج.
حاضر يا حبيبي بس اديني شذي ابارك لها و متخافش هاقفل على طول.
دي في الحمام لما تخرج انا هابلغها يا ستي ها خدمه تاني.
تسلملي يا غالي.
طب اقفلي بقى يا مجيدة سلام و ماحدش يتصل تاني.
الحاجة مجيدة بضحك
طب يا اخويا ماتزوقش كده سلام يا عريس مع الف سلامه يا حبيبي.
اغلق الهاتف مع والدته والټفت إليها ساخرا
امي بتقولك الف مبروك يا عروسه.
أصبحت عليه شمس اليوم الثاني متسلله على وجهه بشعاعها عبر زجاج تلك النافذة المغلقه نائما على تلك الاريكة و حين ضايقه هذا الضوء بدء يتململ في رقدته يشعر پألم جسده أثر تلك النومه الغير مريحة.
اعتدل في جلسته ليجد ذلك الغطاء الثقيل مدثر حوله جيدا علم بأنها هي من دثرته بعد
أن اطمئنت بأنه قد ذهب في نوم عميق.
ليتذكر ما امسو عليه في ليلتهم السابقه.
تلك الليلة السوداء حولت مجري حياتهم التي لم تبدء بعد الي مشارف الچحيم.
فلاش باك
ظل واقفا متمسكا بهاتفه ينتظر ردها على حديثه مع والدته او حتى ترد سخريته عليها بهجومها المعتاد و صياحها العالي.
لكنها خذلته بقيت على حالتها التي ازدادت سوء.
مالك و قد بدء يفقد السيطرة على اعصابه...
ممكن تتكلمي عشان الحاله اللي انتي فيها دي بتوترني و تخلي تفكيري يروح في حتة انا مش عايز افكر فيها يا شذى.
شذي ساخرة من كلماته ايضا
مش خلاص طمنت مامتك و قولتلها ان كل حاجه تمام هيفرق معاك في ايه بقى.
بكل قوته اجتذبها بين يديه قد فقد كل السيطرة على اعصابه بالفعل و تملك منه شيطانه.
انتي فاكرة ان الكلمتين اللي قولتهم لأمي دول الموضوع كده انتهى خلاص المفروض بقى اني ارضى بالأمر الواقع مش كده
شذي محاولة الافلات من بين يديه دون جدوى..
ماقولتش ليك ارضى بحاجه بس انت كمان ماتجبرنيش اني اتكلم عن حاجة تخصني انا لوحدي.
ما زادت كلماتها الا افلات اعصابه و غرز اصابعه في لحم ذراعيها.
تخصك لوحدك دا على اساس انك مش متجوزة دا انتي لسه من شوية كنتي بتقولي انك عايزة نفضل مع بعض.
منين بتقولي كده و انتي جواكي سر مخبياه عني.
أخيرا ما فكت حصار يده و انتفضت مبتعدة عنه بصړاخ.
ااااه سيبني في حالي بقى قولتلك مش عايزة حاجة و لو عايز تطلقني دلوقتي طلقني.
رفع سبابته امام وجهها بتحذير.
انتي كده بتثبتي ليا ان تفكيري صح عارفة معنى كلامك ده ايه عارفه معنى انك تمنعيني أقرب منك ايه يا شذى.
شذي بكل ڠضب...
افهم اللي تفهمه انا ما يهمنيش
اومئ برأسه موافقا كلامها و عم الصمت المكان لدقيقة كامله.
ثم انحني بجزعه عليها همس لها وهو يجذب خصال شعرها بيده ليجبرها على النظر في عينه.
انتي مش بنت صح يا شذى.
تفاجئت بكلمته اللازعة و لم تجيبه ليكمل و هو يشد على شعرها بقوه.
و يا تري بقى كان مين فيهم.
ابن عمتك القاټل