عيون معصوبة
عمى القلب والعين
عن إيقافها
وصغاره يبكون ما عدا أبرار التي مازالت تحدجه بعتاب وهي تقول ماما زعلانة منك أوي يا بابا ليه كنت بتبعت فلوسنا لتيتة كانت بتجبلنا كل شهر حاجات بسبطة وتدي ماما 500 جنيه بس وتقولها مش هديكي فلوس ابني تضيعيها في كلام فاضي وكمان سمعتها مرة بتهددها انها لو اشتكت ليك منها هتقلبك علي ماما وتخليك تصدقها هي وتكذب أمي حتي هدوم العيد قالتلنا عيدوا بفساتينكم لأن كده كده محدش شافها عليكم لو ماما هي اللي معاها فلوسنا كانت هتجيب كل اللي نطلبه عشان كده هي زعلانة منك وانا كمان زعلانة اوي
لم يتحمل عتاب صغيرته أكثر من ذلك فجذبها إليه وقلبه ېنزف ألما لما علمه
كيف يهون هو وصغاره علي أمه
أكثر مخلوقة يعشقها ويتمنى رضاها
كيف تضلله ولماذا وهو يرسل ما يكفيها وأكثر
روح هات ماما يا بابا عشان خاطري روح رجعها
مش هنقدر نعيش من غير ماما يا بابا رجعها تاني
أمنية أبداها صغاره حفصة ورهف بعيون دامعة راجية ويدرك استحالة تحقيقها في التو
زوجته فاض بها الكيل ولن تسمع له كلمة
أو تلبي رجاء على الأقل الآن
وعليه أن يصبر
ويعاقب !
ليه داريتي عني حالك يا بنتي
تنهدت وهي ترمي رأسها بصدر الدتها
صدقيني يا ماما انا مكانش عندي طاقة للكلام وبعدين كنت هقولك ايه ولو عرفتي كنتي هتسكتي انتي او بابا طبعا لأ كنتم هتسدوا ماديا مكان تقصير حماتي ووقتها هكون خدمتها لأنها هتكدبني
وتقول لابنها كانت بتصرف وانا اللي بتبلي عليها لكن انا اتعمدت اعيش التجربة بكل قسۏتها مع بناتي للأخر
بس انتي برضو غلطانة لو عرفتي جوزك في ساعتها انها مش بتوصلك شهريتك بما يرضي الله كان اتصرف
بالعكس كان هيكذبني ويصدقها زي عوايده يونس مابيطقش كلمة على امه وبعدين دي كانت فرصة لازم استغلها عشان اخليه يشوف الحقيقة بعنيه ويفوق لنفسه ويفهم إن الطيبة الزيادة في الزمن ده غلط حتي مع أقرب الناس مينفعش حد يستغلك وياخد شقاك كان لازم يشوف قساوة التجربة يا امي على وشوش بناته لما يقابلهم ويسمعهم رغم ان قلبي كان بيتقطع عشانهم والله بس كان لازم اصبر عشان اللي جاي ما يضعش حياتي عمرها ما كانت هتستمر كده كنت ممكن اغضب واسيب بيتي وخلاص بس كانت هتفضل امه مسيطرة عليه ولابسة قناع الطيبة وتلبسني انا توب المشاكل
بناتي مع ابوهم خلاص يا ماما وانا لارم ارتاح واخد نفسي واعرف افكر انا لو كنت فضلت لحظة تاني مع يونس كنت هنفجر واقول كلام يجرحه ويهينه قصاد البنات عشان كده اول ما سمعت صوته وصل وبيكلمهم أخدت شنطتي ومشيت
ضمتها بعناق حاني ربنا يهديه ويهديكي يابنتي يونس بيحبك ومتأكدة انك مش هتهوني عليه وهيحاول يصلح اللي انكسر في نفوسكم من والدته هقوم اجيبلك لقمة تاكليها بدال ما انتي بقيتي لحم علي عضم كده خليكي تردي في عز ابوكي المقهور عشانك بره ده
ربنا يحفظك ويجمعك بجوزك وبناتك على خير ياحبيبتي
تنهدت بحزن وألم ربنا يعمل الخير
ثلاثة أيام وهو يحاول أن يمحوا ما عاشوه صغاره ويحتويهم ويعوضهم غياب والدتهم وبالوقت ذاته يعطيها مساحة لتهدأ أغدق عليهم بالهدايا والملابس والحلوي وكل ما يشتهونه ومع هذا فشل برؤية السعادة على وجوههم حتي هو لم يشعر بأية بهجة تائه بين أفكاره غارق بذهوله مما حدث
مازال لا يصدق لا يستوعب أن أحب الناس إليه
شقت قلبه نصفين بخنجر غدر تالم جعلته يعيد حسابات لم يكن يتخيل أن ينظر إليها يوما جعلته يخجل وهو يتذكر برود زوجته الذي أخفي حمما فائرة من الڠضب المكبوت داخلها هل سقط من نظرها گ رجل
وكم يذبح رجولته الخاطر
لكنه لم يكن يعلم
لم تخبره بشيء
ليتها فعلت
ليتها باحت
ما كان ترك الأمور تنحدر بهم هذا المنحدر البائس
أما الأخرى تجنبته تماما لكنها بنفس الوقت تختنق كأنها مقبورة وتنتظر لحظة مواجهته بړعب گأنه حساب الملكين
هل سيلتمس
لها عدرا فيما فعلت
ليطرح سؤال أخر داخلها بقوة
من تخدع!
هل بالأساس لها عذر
هل لو أخبرته أنها فقط أرادت مساعده شقيقه لبضعة أشهر وبعدها تلتزم بما يرسله لزوجته دون أخذ مليم واحد
منها سيتفهم ويصدقها
سيجد لمبررها سببا منطقي ويهدأ
أم ستظل مشوهة في نظره
ماذا تفعل لترمم صورتها المشروخة بعينه
ماذا تفعل
بخضم شرودها قرب باب شقتها المنفرج قليلا وجدته يصعد الدرج مع بناته فصاحت وهي تدعوهم للدخول بحنان وحفاوة تعجبها الصغار ونفروا منها أهلا يا حبايب تيتة تعالوا ادخلوا وحشتوني اوي
أعرضوا عنها متشبثين بأبيهم الذي حزن لرؤية هذا النفور منهن لوالدته فربت على رؤسهم وقال أطلعوا البيت ياحبايبي وانا هحصلكم بعد شوية ثم مد المفتاح لأكبرهم هتعرفي تفتحي الباب لوحدك يا أبرار
أيوة يا بابا وغابوا عن ناظريه فعاد يلتفت لأمه التي تخشاه ويملأ مقلتيها الخزي أمامه لكنها تظاهرت بالقوة