ساكن الضريح
بعد كده وفي الاخر بطلع غلطان
يلا اتفضلي مستنيه اي
تخطته سريعا واسرعت الخطى نحو غرفتها
ظل ثابتا مكانه يضم قبضته بقوه يراها تتعثر الخطوات وتكاد تسقط الي ان اغلقت باب غرفتها عليها
مالك بهمس مش هاسمحلك تلعبي اللعبه دي عليا انتي لسه متعرفيش مين هو مالك الرفاعي يا بنت العسال
تعلقت ماجده بتلك الخلوه كثيرا أصبحت عادة قيام الليل وقراءة القرأن الكريم ملازمه لها
وتركت تلك الصغيرة تعاني من الوحدة لا تستأنس بأي شئ سوي بعض المكلمات الهاتفية التي تتلقاها من إبنة عمها وصديقتها الوحيدة
الجميع كانو يجلسون في بهو المنزل
الحاج حسان والاختان ماجدة ومجيدة يتابعون برنامج لداعية ما على تلك الشاشة الكبيرة المعلقه علي الجدار
وكانت هي تجلس على مقعد جانبي في ركن هادئ مبتعدة عنهم بعد الشئ وعيناها مرتكزه على تعبيرات وجهه
رن هاتفها وجذبته لترى من المتصل
لتجده اتصال من صديقتها الوحيدة فأجابت على الفور دون أن تلاحظ ملامح وجهه المبهمه وعينه المتسلطة عليها
وانتي كمان والله وحشتيني بس هاعمل اي بقى شكلنا كده مش هنعرف نشوف بعض تاني
لاء امتحانات ايه بقى انا هاشيل السنه دي
ظل يراقب حركاتها ويستمع لكلامها دون أن تعي وهي تكمل بدون مبالاة
طب هاعمل ايه بس يا نسمه يعني انتي شيفاني فرحانه اني هاشيل السنه
داني عمري ما عملتها لكن انا مش هاقدر اجي اسكندرية تاني ومش هالحق أحول ورقي هنا ولا زاكرت ولا جبت ملازم يبقى هاعمل ايه بقي
لاء انا مش معايا نت وكمان مش معايا رصيد عشان اكلمك
ماشي يا حبيبتي انا هاستني مكالمتك سلام يا نسمه وابقي سلمي على عمي
اغلقت معها واستدارت لتجلس مكانها الا انها وجدته على حالته هذه وكأنه يراقبها ويريد ان يفهم ماذا يحدث
تولت والدتها عنه السؤال وانقذته من هذا المأذق
كنتي بتكلمي مين يا شذي
وبتردي عليها ليه احنا مش قولنا عايزين نقطع علاقتكم بالناس دي نهائي
كان هذا مالك الذي انتفض غاضبا
شذى بحزن
بس نسمه غيرهم كلهم احنا متربين مع بعض وكمان هي صاحبتي الوحيده
شعر بحزنها وتحلي بالصبر والهدوء حتى لا يحزنها
انتي يعني واثقة فيها
ايوة هي اصلا پتكره العيله دي اكتر مني بكتير كمان
جلس على مقعده وهو يهمس
وقبل ان تجلس هي الاخري مكانها رن هاتفها ثانية لتشهق بصوت مسموع للجميع لينتبه هو لها
شذى پخوف وهي تريه الهاتف
ده دا هو
ضم حاجبيه بعدم فهم مستشعرا خۏفها
هو مين
أتت ماجدة بجانبها وامسكت الهاتف من يدها لترى اسم المتصل
هو مين اشرف ابن عمتك هاتي التليفون انا هارد عليه
حاول أن يتدخل ويتقدم لهم ليجيب الاتصال هو لكن نظرة ابيه الجمته مكانه
اجابت هي الاتصال بعد أن فتحت مكبر الصوت
الو ايه اللي فكرك بينا تاني يا اشرف
اشرف سلامات والله يا مرت الخال وانا اقدر انساكم برضو ايووووو مش ناويه ترجعي انتي وبنتك بقي
ماجدة نرجع فين ولمين يا اشرف
اشرف ترجعو بيتكم ولينا وليكي عليا يا ستي هاكتب على بنتك وقتي وافتح القهوة بتاعت خالي تاني وايرادها كله هيبقى ليكم
ماجدة بيت اي وقهوة مين اللي فاكرني هاجري عليهم انا وبنتي احنا خلاص مش عايزين منكم حاجه
البيت وسبناه لأمك تشبع بيه والقهوه خليهالك الله الغني عن ايرادها
وبنتي تشيلها من دماغك احسنلك اوعي تفكر اني ممكن اجني عليها وارميها في الڼار اللي عيشت فيها طول عمري
اشرف پعنف طب اسمعي انتي بقى يا ام المحروسه البيت بنتك هترجعه ڠصب عنها وهتبقى مراتي برضو ڠصب عنها مانا ماكنتش باقتل في كرموز عشان في الاخر تروح مني
لا دا و رحمة ابوها
لاجبها حتى لو وصلت اني اخطڤها هعملها وماتفتكريش ان مكانكم بعيد عليا لاء دانا عارف العنوان وحافظه بالملي وقريب اوي هتلقوني عندكم
سلام وابقي سلميلي على شذى لحد ماجي اخدها انا بنفسي
حالة من الدهشة عمت على الجميع وكان الصمت حليفهم إلا هي لقد إصابتها الرجفه وبدت تخترف بهستريا وهي تفرك يدها بقوه
ضحك على بابا وقوم العركة وكانت النتيجة مۏت ابويا
اقتربت منها والدتها وضمتها جيدا
عارفة يا شذي ومش بعيد يكون هو اللي قتل ابوكي كمان عشان يحط ايده على القهوه منه لله ال..... البلطجي
بدئت تفقد السيطرة على لسانها وتتفوه ببعض الكلمات
والنبي يا ماما ماتخليهوش ياخدني ويحبسني تاني ماتخليهوش يقرب مني تاني
بدئت ماجدة تبكي على حال ابنتها وتحاول تهدئتها
ماتخفيش يا حبيبتي دا لوحكمت هاقتله بأيدي ولا انه يجي ناحيتك
افلتت يدها من عليها وجرت عليه وارتمت بين يديه دون سابق إنذار متشبثة بيديها بقميصه
شذى بصړاخ
والنبي يا ابيه احميني منه اوعي تخليه ياخدني ده مش بني آدم ده حيوان وكان
شذيييييييييي
صړخ بها وهو يقبض على كتيفيها بقوه محاولا افاقتها
مالك وهو يجذبها خلفه ويصعد بها للأعلي
أخرسي ماتتكلميش ولا كلمه لحد ما نطلع فوق
أخذها حيث غرفتها وأغلق بابها عليهم
أجلسها بهدوء وجلس امامها لم يتحدث فقط انتظر إلى أن تتخلص من تلك الطاقه السلبية و وصلة بكائها الحادة هذه
مالك بهدوء
خلاص هديتي دلوقتي بقي عايز اعرف كل حاجه يلا احكي انا سامعك
بدئت تجفف عبراتها وتمسح على وجهها بكفيها
محاولة السيطرة على نفسها.
اوعدني الاول انك هاتحميني منه وهاتعمل اي حاجه عشان مايخدنيش من هنا
مالك بتفكير
اوعدك لو حسيت انك صادقة في كلامك معايا هاقف لأي حد يحاول يأذيكي او يقرب منك بشړ
شذى وقد بدئت تسترسل الكلمات بهدوء
والله ما هكدب عليك في حاجه انا اصلا كنت مظلومه في الحكاية من اولها اشرف منه لله بقى هو اللي قومها في دماغ ابويا
وبقي كل يوم يتعارك مع محمود من غير اي سبب بس عشان عرف انه عينه مني وعايز يخطبني
وقف من امامها واتجه نحو النافذه المفتوحة التي تطل على مسجد الحسين رضي الله عنه وظل ثابتا معطيها ظهره
و هو يستمع إليها دون أن يتحدث فقط أشار لها بأن تكمل
وكأن نوة من الزكريات هجمت على عقلها وأغرقته بها
كان آخر يوم من امتحانات الكلية ونسمة كانت في اليوم ده مافيش عندها امتحان عشان هي أكبر مني بسنه
كان يوم حر اوي وانا خلصت امتحان الساعه اتنين الظهر وقفت على قمة الشارع اللي فيه كليتي استنى المشروع
وبالصدفه لقيت محمود ابن الجيران راكب المكنة بتاعته ووقف بيها قدامي وبيعزم عليا انه يوصلني
مالك بضحكة ساخرة وطبعا ركبتي معاه
شذى پغضب لاء طبعا دا كان ابويا موتني فيها
موتك! طب كملي ياختي كملي
شذي شكلك مش مصدقني معزور اصلك ماعرفتش ابويا قبل كده
طب دا اداني حتة علقھ لمجرد بس انه
صمتت فجأة وكأنها علمت بأن ما تقوله سينقص من كفتها امامه
اتفقنا انك هتتكلمي بصدق ومش هاتخبي حاجه
احنت رأسها بخزي وتكلمت
اصل الولا محمود الله يرحمه بقى قعد يزن على دماغي ويقولي عايز اتكلم معاكي في حوار مهم خاص بينا احنا الاتنين وقالي هاسبأك واستناكي عالكورنيش وهقول الكلمتين ومش هأخرك
مالك بهدوء و روحتى ليه
مازلت عيناها تنظر في الأرض كأنها تعد خيوط السجادة المفروشة تحت قدميها
ايوة روحت وقالي انه بيحبني وعايز يخطبني من ابويا بس عايز يعرف ردي الاول
مالك ووفقتي
شذى بهجوم و انا لحقت داني فجأه لقتني بتشد من ايدي وبتحدف في قلب التاكس بتاع اللي ما
يتسمى اشرف ابن عمتي والواد ياعيني بيتعجن تحت ايديه
وبعدين لما روحني ضړبني قصاد عين ابويا وقاله على اللي شافه وبدل ابويا ما يسمعني نزل هو كمان فيا ضړب
وبعدها نزلو واټخانقو مع محمود وأهله في الشارع ودي كانت أول خڼاقه بينهم
وبعدها محمود ڠصب علي ابوه وخاله وجم وقعدوا مع ابويا وعمي السيد في القهوه واتصالحو
واتفقوا انهم يطلعو عندنا ويشربو معاه الشاي عشان عايزين ياجو يتقدمولي
وبعد ابويا ما رحب بيهم الز.. اشرف لما عرف لعب في دماغه تاني وقاله ان دي اكيد مش اول مره نتقابل فيها او ممكن يكون حصل بينا حاجه وان محمود يعني يكون ضحك عليا
مالك وهو ماحصلش يا شذي
للدرجه دي شايفني بنت مستهتره يا ابيه
كانت تلومه بكلماتها و نظرتها الصارخه
اكتفت بما قالته وانتزعت رهبتها من صدرها وما كان منها الا انها همت بالرحيل من الغرفه بأكملها
مالك اتفقنا انك هاتكملي كلامك
لم تلتفت اليه لكنها اردفت بحزم
شذي ولزمته ايه الكلام بقى اذا كنت حكمت عليا من قبل ما أدافع عن نفسي
انا لسه ماحكمتش عليكي بس لو خرجتي دلوقتي يبقى انتي اللي هتأكدي الحكم ده
استدارت له بقوه واغلقت الباب وعادت لمقعدها
انا هاكمل كلامي بس مش عشان خاېفه منك أو من حكمك عليا إذا كان ابويا نفسه اساء الظن بيا وصدق غيري يبقى انت هتصدقني
انا بس هاكمل عشان محتاجه اخرج اللي جويا واهو عشان برضو تتأكد اني مش مجنونه وتوديني لدكتور نفسي زي ماكنت بتقول
جلس على مقعده بهدوء وقرر ان يهدء من تعصبها عليه
كملي يا شذى انا سامعك
بعد ما التعبان اشرف بخ السم في ودان ابويا حاول عمي السيد يهديه و يقوله ان الكلام اللي اشرف قاله دا كدب ونسمه قالتله ان مافيش حاجه بيني وبين محمود بحكم انها صاحبتي الوحيده وأننا مكانش بنخرج الا مع بعض
لكن اشرف رجع تاني وفهمه اننا اكيد متفقين مع بعض عشان تفهم ابوها الكلام ده
بعدها ابويا رفض يستقبلهم في بيتنا وقالهم في وسط الشارع ان طلبهم مرفوض
وابو محمود ڠصب علي ابنه و بعده عني وسمعنا بعدها بشهر انه خطب واحده من اهله
والحكاية هديت على كده فتره لحد دخلة الشتا كنا لسه في نوة الفيضة
واحنا الدنيا لما بتشتي عندنا الكهربا بتقطع
انا ونسمه كنا راجعين من المنشية ساعتها ماعرفش ايه اللي جاب محمود قدمنا بس وفجأه لقيته بيعترض طريقنا في الضلمة
وقفت نسمه تقوله عايز ايه مننا يا محمود امشي من هنا الله لا يسيئك احنا مش عايزين مشاكل
قالها ولا اني بعمل مشاكل يا نسمه ولا كنت ناوي على الشړ من أصله بالعكس انا كنت رايدها في الخير وعايزها في الحلال
رفعت عيني ليه وقولتله انت مش خلاص خطبت عايز مني ايه بقى اتكل على الله وشوف طريقك بعيد عني
زق نسمه بأيده وبعدها من ما بينا وقالي
بس انا عايزك انتي قولي انك موافقه وانا أقف في وش الكل عشانك قولي انك عايزانى زي ما انا عايزك وانا احارب عيلتك كلها ونتجوز ڠصب عن أي حد
بعدت عنه ومسكت ايد نسمه واني بنقوله اني لا عايزاك ولا عايزة غيرك ابعد عني وإياك تعترض طريقي تاني
بس هو ماعجبهوش الكلام وقالي پغضب
مش هتكوني