ساكن الضريح
في مشكله ومش بيساعدها مش كده برضو
رفعت رأسها له بفرحه جميله واجابته سريعا وهي تجذب يد والدتها وخالتها
كده كده طب يلا بينا بقى بسرعه عشان مش نتأخر يلا يا ماما يلا ياخالتو واقف ليه يا ابيه
تقدموه الثلاثه يسبقوه للخارج وهم يضحكون ووقف هو ينظر إلى طيفها مبتسما
وعلى كل يبدو ان هذا المنزل سيملئه المرح في الأيام القادمه وسيحدث ما لا يحمد عقباه على يد تلك الصغيره
عادو جميعا الي البيت الا هو لم يأتي معهم وظل هناك وفي طريق عودتهم رأته يذكر وسط الرجال وينشد مع الشيخ ياسين التهامي في حفل مهيب له
شعرت بالسکينة والاطمئنان داخل قلبها لأول مره تبدلت ملامح وجهها من الحزن الي الفرح ومن الشحوب الي احمرار وجنتيها أثر تفكيرها العميق به وبوسامته و تدينه
مالك يا شذى ساكته كده ومش بتشتركي معانا في الحديث
ها أبدا يا عمو انا قاعده معاكم اهو اومال هو ابيه مالك مارجعش معانا ليه
ابتسم لها بهدوء وعلم ان شرودها هذا ما كان الا تفكيرا في أبنه فقط
لاااا دا الدكتور مالك لسه قدامه لبعد الفجر علي ما يجي قومو انتو ناموا عشان الصبح تصحو بدري وياخدكم معاه المستشفي
تعرفي ياماما اني حاسه براحه كبيره اوي هنا
طبعا ياحبيبتي بيت خالتك بيت مبروك كفايه أن صوت القرأن مش بينقطع منه والشيخ حسان كان زمان بيعمل موائد ويعزم المشايخ كلهم هنا ويعقد حلقات الذكر كمان ماعرفش بقى لسه مستمر على كده ولا لاء
مافيش مقارنه بينهم اصلا يا شذى نامي يا بنتي
نامي ربنا يعمي عيون اهل ابوكي ويبعدهم عننا.
في لحظه تذكرت هؤولاء الوحوش وتهجم وجهها وهمست پخوف.
وتفتكري اشرف هيسبني في حالي يا ماما
شهقت واعتدلت من نومتها بسرعه
ده مش بعيد
يكون حاطط ابيه مالك في دماغه بعد ما ضربه واخدني ڠصب عنه
بتقولي ايه لالالاء اكيد امه هاتمنعه انه يقرب مننا تاني نامي وماتفكريش في الموضع ده اوعي تقولي كده قصاد خالتك مش عايزين نقلقها معانا
حاضر يا ماما بس والله لو جيه هنا وقرب من ابيه مالك لكون ضارباه واموته واخلص منه بقي
حيلك حيلك انتي اللي هتوقفي لأشرف وكمان هتموتيه عشان مالك
ها اه طبعا مش كفايه انه دافع عننا وحمانا واخدنا من البلطجي ده وكمان
اطاعتها ورقدت بجانبها معطيه لها ظهرها وظلت تري طيفه امامها الي ان اغمضت عيناها وذهبت في نوم عميق
وعند بزوغ الشمس شعرت بالعطش واستيقظت من نومها التفتت حولها ولكنها لم تجد ماء فقررت ان تترجل الي الاسفل لتأتي بزجاجة مياه تروى بها ظمئها
بحثت عن غرفة الطعام الي ان وجدتها وظلت بها لتجلب مطلبها
كان هو عائد من الخارج يتصبب عرقا اثر المجهود القوي الذي فعله مع ان الجو بارد جدا
سمع صوت ضعيف ومصباح غرف الطعام منير فظن ان والدته هي التي بها فذهب اليها
بتعملي ايه عندك دلوقتي يا أمي انتي مش بتريحي نفسك ابدا
تصنمت مكانها ملتفته اليه وهي تمسك بيدها زجاجة المياه
كما وقف هو أيضا مندهشا من رؤيتها أمامه بمانمتها الشتويه وشعرها المفرود على ظهرها كشلال من الشيكولاته وعينها الصافيه كمياه البحر الزرقاء
غض بصره سريعا وارتسمت ملامح الڠضب على وجهه
اااانتي بتعملي ايه هنا
ابتسمت هي فارحه برؤيته وحاولت ان تقترب منه فرجع خطوه للخلف مفسحا لها الطريق
مافيش يا ابيه انا بس كنت عطشانه فنزلت اجيب مايه
اشاح بوجهه متجنبا رؤيتها
طب ياريت تتفضلي على اوضتك وحاولي ماتخرجيش منها بعد كده من غير ماتكوني لابسه حجابك وحاجه واسعه عليكي
شعرت بالحرج منه وسريعا ما جرت من أمامه
ليوقفها هو
استنى!
وقفت على الدرج ولم تنطق
حضري نفسك على الساعه ١١ كده تكونو صحيتو عشان هاخدكم معايا المستشفى اعملك شوية تحاليل
لم تلتفت اليه وجرت للأعلى وهي تهمس له
حاضر يا ابيه
ليهمس هو لنفسه وهو يرفع رأسه برفق حتى يتجنب رؤيتها
شكلك كده جايه هنا عشان توجعي قلب ابيه وتشيليه ذنوب يا شذي
وفي تمام العاشرة صباحا استيقظ من نومه أثرصوت
ذلك المنبه المزعج اغلقه بكفه وهو يستغفر ربه كعادته ويلعن الوقت
استغفر الله العظيم انا مش عارف بس يا ربي اشمعني وقت النوم اللي بيعدي بسرعه كده
اعتدل من علي فراشه واخذ منشفته واتجه للخارج مغلقا باب غرفته خلفه
وللمره الثانيه يتقابل معاها ومن الواضح انه سيكون دائم التعركل بها في هذا البيت
كانت مرتدية حجابها على عبائتها السوداء ومازال على عيناها أثر النعاس وهذه المره هي من ارتسم على وجهها الحزن
صباح الخير
احنت رأسها للأسفل وضمت كفيها في بعضهم
صباح النور يا ابيه
التمس هو نبرة صوتها الحزينه وربما علم ان حديثه معها باكرا هو ما ازعجها فقرر ان يحد توتره في حديثه الصارم معها
صحيتي بدري عن المعاد يعني
انا مانمتش اصلا من الصبح و مش عايزه اروح في حته
ليه مش عايزه تطمني على صحتك
لاء مش عايزه انا اصلا بكره نفسي وبدعي ان ربنا ياخدني عشان اريح كل الناس مني
ضم حاجبيه بغرابه على كلامها وطريقتها الطفولية وجرت هي من أمامه للأسفل قبل أن تنفطر أمامه في البكاء
توجه الي المرحاض وهو يفكر في هذه الصغيره التي ستجبره رغما عنه في التركيز معها
وفي طريقه استمع إلي والدته وخالته وهم يحاولون تهدئتها في غرفة الطعام
بټعيطي ليه بس تاني يا حبيبتي و ليه
لابسه الاسود في البيت
مافيش يا خالتو انا كويسه
طب قومي يا شذى اغسلي وشك وتعالي افطري معانا عشان تغيري عبايتك دي ونروح مع ابن خالتك تعملي التحاليل
لاء مش هاروح اعمل حاجه يا ماما واصلا مش هينفع اقلع العبايه في البيت انا لبسي كله بجامات ومش معايا حاجه واسعه البسها
طب ومش عايزه تروحي تكشفي ليه بقي
كده مش عايزه اتعب حد معايا
حزن هو بالخارج على حزنها هذه الصغيره لديها عزة نفس كبيره ولن تطيعه بالساهل
تفاجؤ بصوته عندما اقتحم جلستهم
مانتي لو اغمى عليكي تاني زي امبارح كده هتتعبينا كلنا معاكي ومامتك هاتفضل قلقانه عليكي
يبقى لازم تسمعي الكلام عشان تطمن عليكي
تحولت عيناها الي بركه من الدموع ارتفع صوتها رغما عنها
مش عايزه حد يقلق عليا ولو تعبت بعد كده ماتبقوش تسألوا فيا سيبوني في حالي بقي
حاولت الهروب من أمامهم ولكنه اوقفها بصوته الصارم
استنى عندك يا بنت انتي اسمعي انا ماليش في دلع البنات ده هي كلمه واحده وهاتنفذيها ڠصب عنك ياشذي
تطلعي حالا تلبسي وتنزلي تفطري علبال ماتوضي واصلي الضحى والبس انا كمان هاتروحي معانا يعني هاتروحي
بعين منكسره سلامته وهي تقول
يعني انت اخدتني من عند اللي كانو بيغصبوني علي كل حاجه عشان تجبني هنا وتجبرني انت كمان
ضمتها والدته داخل احضانها
لاء يا شذى مالك خاېف عليكي يا حبيبتي
اسكتي يا أمي لو سمحتي ولو انتي شايفه اني كلامي في الصح ڠصب يا شذى يبقى انا هاغصبك
وياستي بجملة اللي بيجبروكي ماجتش عليا انا بقي
يلا اتفضلي اعملي اللي قولتلك عليه.
انتفضت من حضڼ خالتها وجرت للأعلى لتجذبه والدتها وتجبره على الانحناء حتى تضمه داخل احضانها وهي تبكي وتقبله في وجنته
ربنا يخليك لينا يامالك ويجعلك سند وضهر ليها ديما
خجل من ضمة خالته واعتدل سريعا وقد احمر وجهه بالكامل
استغفر الله العظيم ياستي اوعي انتي كمان انا ماحدش يبوسني غير امي بس
طب مانا كمان امك ياواد هتكسف مني ولا ايه
امي ايه بس دانا حاسس انك أصغر مني هو في خاله زي القمر كده تبوس راجل بالطول ده برضو
يلا يا ستي حصلي بنتك واجهزو بسرعه عشان متأخرش على شغلي يلا الله يرضى عليكو يلا
قال كلمته وهو يترك لهم الغرفه متجها الي المرحاض
الحقي يا مجيده ابنك مكسوف مني
معزور ياختي مانتو الفرق بينكم بتاع ١٥ سنه انتي ناسيه انك اتجوزتي وهو عنده يجي خمس سنين كده يلا بقي نحط الفطار على السفرة عشان نلبس بسرعه بدل مايتعصب علينا تاني
وضعو اطباق الطعام على المائدة التي كان يجلس امامها الشيخ حسان
ياصباح الخيرات انا بقى في بيتي بدل القمر تلاتة كده مشاء الله عليكم بس القمر الصغير قابلني وهو زعلان وبيبكي ياتري مين اللي زعله
صباح الخير يا شيخ حسان ربنا مايجيب زعل ولا حاجه يا خويا دي شذى بس حبت تدلع علينا شويه ماتعرفش ان مالك بيتعصب بسرعه وانفعل عليها بكلمتين عشان ترضى تروح معانا المستشفى
امم طب معلش بكره تفهم طبعه اطلعي يا ماجده هاتيها عشان نفطر كلنا سوي
حاضر انا هاطلع ليها عن اذنكم
تركتهم وذهبت وجلست زوجته بجواره على مقعدها صامته
الله في أي يا ام مالك حصل حاجه زعلتك
مش عاجبني تصرف ابنك مع البنت كل كلامه معاها بزعيق والبنت كده هتكره قعدتها معانا
وانتي شايفه ان قاعدها معانا صح اصلا يا حجه
تفاجأت برد زوجها عليهاوتملك منها الڠضب
قصدك ايه دي اختي وبنت اختي ومالهمش مكان تاني يروحوه ارميهم في الشارع يعني عشان ترتاحوا
انا ماقولتش كده بس انتي مش شايفه انك كده بتحطي الڼار
جنب البنزين
ڼار اي وبنزين اي اللي بتتكلم عنهم دول
هو مالك قاعد في البيت معاها لوحده ماكلنا قاعدين مع بعض اهو وبعدين مانت عارف طبع ابنك وكرهه لجنس الحريم كلهم
بس بنت اختك جميله مشاء الله عليها
وابني متربي كويس يا حج وذو خلق مش ممكن يفكر في اللي انت بتفكر فيه ده ولا اقولك يا رب يفكر ويحبها كمان نفسي افرح بيه واجوزه بقي
لاء
بضربه قويه من كف يده على المائده افزعها
بنت محمد العسال مش ممكن تبقى مرات الدكتور مالك الرافعي أبدا
فوقي يا حجه مش معنى اني فتحتلهم بيتي اني أوافق على كده
انتو كمان بتناقشوا في موضوع جوازي!
كان هذا مالك الذي صلي فرضه وذهب إليهم مستمع الي حديثهم
وقفت والدته من علي مقعدها پغضب وهمت بالذهاب للأعلى.
طب بما انك سمعت كلامنا تعالي قول لابوك ان محمد العسال ماټ اصل شكله نسي وان بنت اختي قمر ومتربية والف من يتمناها ومش مستنيه سعاتك يا دكتور
جلس بجوار ابيه ومد يده ليتناول طعامه بلا مبلاه
زعلتها ليه بس يا حاج دانت حتى پتخاف على زعلها
مافيش زعل ولا حاجه يا حبيبي انا بس كان لازم احط النقط على الحروف
اطمن يا ابويا انت عارف كويس اوي اني مش بتاع الكلام ده وبعدين حتى لو فكرت مش هتبقى شذى يعني دي صغيره اوي عليا دي بتقولي يا ابيه
كده طمنت قلبي يا حبيبي افطر