ساكن الضريح
وارتمت بين احضان اختها
التي لامت زوجها بنظرتها
كلام ايه اللي بتقوليه ده
بس يابت بلاش عبط دا الحاج حسان هو اللي مربيكي مش كده يا حج
كده طبعا يا حاجه ماجده دي كانت بنتي اول ماتجوزنا وياما دفعت عنها قصاد ابوها بس جات في الاخر وخذلتني
رفعت وجهها من علي صدر اختها وبدئت تشرح له موقفها
محمد الله يرحمه مكانش وحش معايا بس هو كان مرتبط بعيلته اوي وده اللي اكتشفته بعد الجواز
روحتي كتبتي كتابك على واحد بلطجي وقطعتي صلتك بينا واتغربتي وفي الاخر بعد عشرين سنه اټقتل وأهله طردوكي انتي وبنتك
وانتو قاطعتوها عشرين سنه ليه وجايين دلوقتي تحاسبوها
كانت هذه شذى التي ادمعت عيناها بشده وانفطر قلبها على ألم والدتها ثم أكملت بصوتها التهجم.
انا كنت عيله صغيره كانت شيالني على ايدها يا خالتو بس فاكره كويس لما جات ليكم في بيت جدو وتيتا طردتها ومحدش فيكم اعترض او حاول يدخلها
انتو اللي خلتوها ترجع وتتحمل كل الۏجع ده ڠصب عنها
ما كان منه إلا أنه انفعل بعد طول هذا الصمت ووقف أمامهم بطوله الفرع ساخرا
انكمشت ړعبا من غضبه وما كان منها الا ان صمتت منحنية الرأس ولكن خالتها قررت أن تزيل هذه الأجواء المشحونه بالڠضب
خلاص بقى يا حج مش هنفتح في القديم وانت يا مالك بدل ما تتعصب كده اتعرف الأول على خالتك وبنتها وبعدين ابقى خد عليهم وعرفهم طبعك براحتك
عشان بنت صغيره اول مره اشوفها وفي الاخر اكتشف انها بنت مستهتره پيتخانق عليها شوية شباب
لاء يابني انت فاهم غلط انا بنتي متربية وملهاش علاقة بكل اللي حصل
ده
غير أن واحد اتقدملها وابوها رفضه بسبب جبروت ابن عمتها اللي كان عايز يتجوزها ڠصب عننا
لم ترفع عيناها عن أطراف قدميها التي كانت تهزهم بطريقة متوتره جدا
خلاص يا ماما كفايه كده خلينا نمشي من هنا احنا فينا اللي مكفينا ومش عايزين نضايق حد اكتر من كده
تمشو تروحو فين بس يا حبيبتي انتو مش هاتمشو من هنا
مالك مايقصدش يزعلكم مش كده يا مالك ماتتكلم يادكتور
ماتزعليش مني يا خالتي بس انا فعلا متوتر من الموقف اللي كنا فيه النهارده دي حاجه اول مره نشوفها احنا ناس مش بتوع مشاكل وعايشين لرضا ربنا وبس
حقك يا حبيبي واحنا اسفين ليك يابني اننا حطناك في الموقف ده بس احنا فعلا لازم نروح بيت جدك
وقع يا ماجده بيت ابوكي وقع من سنين
بتقول ايه يا شيخ حسان بيت ابويا وقع ازاي
زي ما بيقولك كده يا ختي بيت ابونا وقع بكره الصبح هبقي اخدك وتروحي تشوفيه لو
مش مصدقاني
خلاص بقى يا مجوده انتو هتقعدو معانا هنا هو انا ماوحشتكيش يابت ولا ايه
وحشتيني اوي يا اختي بس وحياة حبيبك النبي ماتكوني زعلانه مني لانتي ولا الشيخ حسان ولا انت كمان يا مالك يابني
لم يكن يسمعها لقد شتت صغيرتها تفكيره وسيطرت على كل حواسه ببكائها الحار لكنه انتبه لتلفظها اسمه ثم لصوت أبيه.
خلاص مافيش زعل ولا حاجه ياام شذى يلا يا حاجه مجيده قومو حضرو لينا العشا بقى خلينا ناكل لقمه سوي
حاضر يا حاج قومي ياماجده انتي وشذي تعالو يلا اوريكم اوضتكم وغيرو هدومكم وبعدها نحضر العشا سوي
يلا شذى قومي يا حبيبتي
اطاعتهم ووقفت خلفهم ولكنها ترنحت في مشيتها
وفجأة أظلمت الدنيا من حولها وسقطت ارضا
شذى بنتي الحقوني بنتي هاتروح مني
انحنو عليها جميعا وسط صړاخ والدتها واذا بوالدته تحنيه ڠصبا وهي تصرخ فيه
شيل بنت خالتك وطلعها فوق يا دكتور وشوفها حصلها اي
ابتعدو عنها جميعا حين انحني بجزعه وحملها بين يديه وهو يستغفر ربه ويصعد بها للأعلي
جرت والدته أمامه لتفتح له باب الغرفه الملتصقه بغرفته تماما
ارقدها في الفراش وجرى على غرفته حتى يأتي بحقيبته الطبيه وسريعا ماحضر إليها
اخرج سماعته الطبيه وبدء بالكشف عليها وهو يتسأل بعض الاسئله لوالدتها
هي بتشتكي من حاجه يا خالتي
بتشتكي من الهم اللي عايشه فيه طول عمرها يابني عيني عليكي وعلى اللي صابك بنتي
استغفر ربه بصوت عالي
ياخالتي ارجوكي تفهميني لو سمحتي بنتك مريضه بأي مرض عضوي او بتاخد ادويه مزمنه
لأ يا مالك بس دي مش اول مره يغمى عليها وو...
لو سمحتي كملي عشان اقدر اعرف اللي عندها
حاضر يا بني انا هاقولك شذى اكتر من مره
يحصلها ڼزيف ويغمى عليها
وكشفت عليها عندنا في اسكندريه والدكاترة طلبو مني اعملها تحاليل انميا وحاجات تانيه كده بس هي مارديتش تعملهم وبصراحه كانت پتخاف تخرج من البيت
اممم واضح جدا طبعا ان بنتك عندها انميا عاليا ودا باين من صفار اظافرها وبرودة جسمها ودا حصل من الڼزيف المتكرر
على العموم انا هعلق ليها محاليل دلوقتي وبكره الصبح انشاء الله ناخدها المستشفى واعملها كل التحاليل والفحوصات
استيقظت من غفوتها بعد مده طويله وجدت والدتها جالسه بجوارها على الفراش من جانب وخالتها من الجانب الاخر وكفها المنغمس به كالونه وخرطوم المحلول موضوع برفق على قدميها فتسألت
هو ايه اللي حصل
مسحت خالتها على رأسها بحنان وهي تبتسم لها ابتسامتها البشوشه
ماحصلش حاجه يا بنوته يا قمر انتي شكلك كده عايزه تعرفي غلاوتك عندنا من اول يوم
ابتسمت لها بحب والټفت الي والدتها الباكيه حتى تستفهم منها
اغمى عليكي تاني يا شذي والدكتور مالك ابن خالتك شالك طلعك هنا وهو اللي كشف عليكي وجرى جابلك العلاج ده وعلق ليكي المحلول
حاولت أن تعتدل فعاونتها وهي تقول
هو دكتور
ضحكت خالتها
اومال ايه دكتور جراح اد الدنيا وواخد شهادته من بره كمان وقعد في بلاد بره يجي عشر سنين بس حبه للحسين وشوقه ليه رجعه تاني
حبه للحسين انا مش فاهمه حاجه ياخالتو
هافهمك يا روح خالتو
اصل مالك من وهو صغير كان على طول بيروح مع ابوه جامع الحسين يصلوا فيه عشان قريب مننا يعني ويحضرو حلقات الذكر ويحفظ القرأن والاناشيد الدينيه واتعلق بالضريح اوي
كان كل ما يبقى نفسه في حاجه يروح جنب الضريح ويقعد يدعي ربه ويصلي وربنا يستجيب لدعاه
لحد ما أصحابه طلعو عليه ساكن الضريح
طب وفين مراته وولاده انا مش شوفتهم ولا هو متجوز بره
ارتسم الحزن على وجه خالتها وتنهدت پألم
ولا بره ولا جوه مالك مش متجوز عدي التلاتين سنه ورافض الحكايه دي وكل ما افتح معاه الكلام يقولي انا مافيش في حياتي غير شغلي و الحسين ومافيش في دماغي حاجه تانيه
ربتت اختها على كفها بحب تحاول أن تخفف عنها
ربنا يسعده ويريح قلبه ماتخفيش عليه ابنك طيب وراجل جدع وإنشاء الله ربنا هيرزقه ببنت الحلال
التفتت للجهه الأخرى تحمل طبق الطعام من علي الكمود المجاور لها وهي تضحك
يا رب يا ختي يلا بقي يا شذى لازم تاكلي الطبق دا كله احسن دا الدكتور مالك منبه علينا انا ومامتك انك تاكلي كويس
ماليش نفس ياخالتو انا اصلا مش باكل كتير حتى اسألي ماما
ماينفعش الا الاكل لازم تاكلي دا مالك راح مخصوص للجزار جابلك كبده وجابلك عسل اسود وعملك بأيده عصير بنجر وقالنا لازم تاكلي كل حاجه فيها حديد لحد مايخدك بكره المستشفى ويعملك التحاليل
كل ده طب انا هاكل بس بلاش حكاية التحاليل دي انا كويسه على فكره
ماهو باين انك.
كويسه اوي اهو بس بقولك اي ماينفعش نقوله لاء ده في شغله مابيهزرش وهايتعصب علينا لازم نسمع كلامه
انكمشت داخل نفسها عندما تذكرت وجهه الغاضب لقد رأت بنفسها جزء من تعصبه
حاضر موافقه بس ماتخلونيش اروح معاه لوحدي والنبي
حاضر طبعا هنروح معاكي انا ومامتك هو احنا هانسيبك
طب هو فين انا عايزه اشكره واتأسف ليه على الطريقه اللي كلمته بيها
مش هنا دا راح المسجد مع ابوه اصل النهارده مولد الحسين رضي الله عنه وزمانهم في حلقة الذكر دلوقتي
الله انا نفسي اوي يا ماما اروح هناك
حاضر يا حبيبتي قومي انتي بس بالسلامه يارب وهناخدك نزورك الحسين والسيده وكل ال البيت كمان
لاء ياخالتو والنبي عايزه اتفرج على المولد انا اول مره احضر حاجه زي دي
طب اقولك خلصي الطبق ده كله واشربي عصير البنجر ده وانا هاتصل بمالك واخليه يجي ياخدني بس يارب مايكونش في حلقة الذكر احسن ده لو كان هناك عمره ما هيرد على تليفونه
اعطتها طبق الطعام وبدأت الصغيره تأكل بحماس
وهمت لتحدث ابنها عبر الهاتف ولكن اختها اوقفتها
استنى بس يا مجيده تروح فين احنا في اي ولا في اي بس دا ابوها لسه مېت امبارح وهي عايزه تروح المولد
حركت لها يدها في الهواء بعدم اهتمام وامسكت هاتفها تبحث عن اسم ولدها فيه
ياختي الحي ابقى من المېت وبعدين هو احنا رايحين نرقص داحنا رايحين بيت ربنا
الو ايوا يامالك انت فين يا حبيبي.
بدلو ملابسهم وارتدت عباءه سمراء ولفت حجابها الاسمر على رأسها مما أظهر بياض وجهها وجماله وجلست تتوسطهم بالأسفل بعد أن انتزعت تلك الكالونه من يدها
وحضر هو بوجه متهجم وكأنهم اخرجوه من الجنه
ولكن ما أدهشها هيئته هذه هل هذا هو الذي كان طيلة اليوم يرتدي حلى رسميه وعليها مئزرا شتوي طويل
الأن يرتدي جلباب اسمر و على اكتافه يضع عباءه بنيه اللون صوفيه من خامة الجوخ
إنه حقا وسيم في كل حالته
تقدمت والدته منه عندما رأت عيناه الغائمه وعلمت تذمره
خير يا أمي مسيباني حلقة الذكر وجايباني تاني ليه
معلش يا حبيبي انا رجعتك عشان بنت خالتك بس نفسها تشوف المولد وتزور الحسين
وانا مالي هو انا هشتغل ليها دكتور ومرشد سياحي كمان وبعدين دي واحده مريضه ولازمها راحه والدنيا هناك زحمه جدا
ماتخفش يا ابيه انا والله بقيت كويسه
كان هذا صوت شذى التي اقتربت منهم بهدوء ولأول مره يتطلع على وجهها ويري ابتسامتها
ويا محلي تلك الابتسامه مع هذا الوجه البرئ
غض بصره سريعا قبل أن يسرح في ملامحها الجميله
وهو يستمع اليها
كنت عايزه اقولك اني اسفه يا ابيه على الطريقه اللي كلمتك بيها و متشكره يعني عشان تعبتك معايا طول اليوم وكمان لما جينا هنا.
يا الله هي فعلا كالملاك جميلة المنظر بريئة الخلق
ابتسم دون ارادته واجاب بهدوء
انا ماعملتش حاجه انتي اختي الصغيره ومافيش واحد بيشوف اخته واقعه